كلمة رئيس مجلس الإدارة

waddah2

وضَّاح الشَّعبي

مِن قيمنا التي لا نشكُّ فيها أنَّ (التعليمَ أمانةٌ، ورسالةٌ عاليةُ المكانة)، وأنَّ الجيلَ المُتعلِّم الواعي والبصير، والمُتسلِّحَ بالعلم والمُتخلِّقَ بالآداب الفاضلة والمحافظَ على هُويَّته الأصيلة هو الاستثمار الحقيقيُّ للوالدين والمجتمعات بمختلف أنواعها، والعُدَّة لأمَّة الإسلام في حاضرها ومستقبلها.

وانطلاقًا من هذا وغيره قامتْ رؤية مدرستنا الغالية؛ (مدرسة النُّور الدُّوليَّة – إسطنبول) بشعارها العظيم: (عِلمٌ يرفع، وأدبٌ ينفع)، وهي تضع نُصب أعينها وفي أولويات أهدافها تحقيق أعلى درجات التَّميُّز الأكاديميِّ والعمل الإداريِّ والمهنيِّ والتربويِّ بما يُحقِّق رضا الله تعالى أوَّلًا ثم رضا أولياء الأمور الكرام عن مستوى أبنائهم الأكاديميِّ والأخلاقيِّ في زمنٍ أصبح مُرهقًا جدًّا على الأهالي الجمع فيه بين التعليم القويِّ والتَّربية الصَّالحة جنبًا إلى جنبٍ وبشكلٍ متكاملٍ ومتجانسٍ لا تعارض فيه، مما تسبَّب في ضياع أجيالٍ كثيرةٍ وتَوهَانها وضعفها في معارك الحياة ودروبها.

وبحمد الله تعالى فإنني والإخوة القائمين على الجانب الأكاديميِّ والإداريِّ والتَّربويِّ في المدرسة لدينا الخبرة الكافية إن شاء الله تعالى والتي تفوق 15 سنة وأكثر في مجال المدارس الدُّولية الخاصة مما سيكون أحد العوامل المهمَّة في تميُّز المدرسة إلى جانب تطبيق أعلى معايير وأدوات الجودة التعليميَّة وفق أحدث الطرق الأكاديميَّة المعمول بها في العصر الحديث، والتي تطلبها المؤسسات الجامعيَّة العالميَّة، لهذا تمَّ تزويد المدرسة بأحدث الشَّاشات الذَّكية والمختبرات العلميَّة كمختبرات العلوم الثلاثة والرُّوبوت وورشته والحاسوب وواحة المعرفة (المكتبة) وبقية المرافق اللازمة لذلك في مبنىً مدرسيٍّ – مِلكٍ وليس بإيجارٍ -، جديدٍ غير مستعملٍ، وفيه جميع المرافق والأجهزة والمستلزمات التي تُحقِّق بيئةً تعليميةً راقيةً وآمنةً، مع ما سيلقاه الإخوة المعلمون الكرام من دوراتٍ تدريبيةٍ وتطويريةٍ ومتابعاتٍ مستمرَّةٍ لتقديم العمليَّة التعليميَّة الفصليَّة المتميِّزة والنَّاجحة والصَّحيحة بعد تعيينهم وفق شروط ومعاييرَ مهنيَّةٍ عاليةٍ باعتبار أنَّ: (مَن لا يتطوَّر يتدهور)، وعليهم سيكون محور النَّجاح والتميُّز.

إضافة لذلك فهناك جانبٌ مهمٌّ سيكون التَّركيز عليه كبيرًا ومباشرًا وأساسيًّا؛ ويتمثَّل في تربية الطلاب والطالبات على القيم والأخلاق وغرس المعاني الإسلامية والإنسانية الفاضلة في نفوسهم، والمحافظة على فطرتهم وهويَّتهم من خلال الاهتمام باللغة العربيَّة – نُطقًا وفهمًا وكتابًة واستخدامًا وفخرًا واعتزازًا – لا سيما لمن غادروا مجتمعاتهم العربيَّة وابتعدوا عنها وعاشوا في تركيا أو بلاد أخرى غير عربيَّة، ومع الاهتمام كذلك بتلاوة القرآن الكريم وحفظه من خلال البدء بتدريس كتاب (القاعدة النُّورانية) التي تُعزِّز مهارات اللغة العربيَّة وتُعين على إتقان تلاوة القرآن الكريم وحفظه مع تأثيرها الرُّوحيِّ الجميل على النُّفوس والأخلاق والأرواح بما يعود بالنَّفع على الأسرة والوالدين والمجتمع كلِّه، وما سيصاحب ذلك من تعليمهم ما لا يسعُهم جهلُه من أمور دينهم التي هي في الأساس من واجبات الوالدين ومهامهم، والمدرسةُ ستكون عونًا للأسرة ومُكمِّلةً لها، وسيتم ذلك في الفصول الدِّراسيَّة الواسعة والمُجهَّزة لذلك، وفي رحاب أطهر مكان في المدرسة وهو (مسجد النُّور) والذي ستقام فيه الصَّلواتُ المكتوبة وخُطبةُ الجمعة الأسبوعيَّة ودروسُ التِّلاوة والقاعدةِ النُّورانية وبقيةُ الأنشطة الإيمانيَّة والتَّربويَّة والقُرآنيَّة الهادفة.

وسيصاحب كل ذلك أيضًا وجود أنشطة رياضيةٍ وترفيهيَّة وأسابيع ثقافيَّة نافعةٍ وممتعةٍ ومتنوَّعةٍ يشعر معها الطلاب والطالبات بمتعة التعليم والدوام المدرسي ليكون حضورهم وبقاؤهم في المدرسة قائمًا على (الحبِّ) و(الرِّضا) و(المتعة) و(الفائدة) وبأعلى مستويات الأمان النَّفسيِّ والمكانيِّ ليكونوا في نهاية المطاف أفرادًا ناجحين في حياتهم، وقُـرَّة عين لوالديهم، ونافعين لمجتمعاتهم، وفرسانًا للمستقبل، وبُناةً لغدٍ أجمل، وشعارُهم:(نبني الدُّنيا دون أن نهدم الآخرة).

والعمل جارٍ على تجهيز أكاديميَّةٍ رياضيةٍ وثقافيةٍ في الطَّابق الأرضيِّ الثَّانيِّ (-2) وبمساحةٍ تقارب 1000 متر مربَّع، تضمُّ هذه الأكاديميَّة ومرافقها (صالة رياضيَّة مغلقة ومسبحًا ومسجدًا كبيرًا، وصالة ألعابٍ ستجهَّز بالمعدَّات اللازمة) بجانب ملعبَين عُشبيين خارجيين مُسوَّرين ليزداد تعلُّق الطلاب والطالبات بالمدرسة وتكون هذه الأكاديميَّة ومرافقها وسيلةَ تحفيزٍ وتعزيزٍ وتشجيعٍ وثوابٍ لهم في تحصيلهم الدراسيِّ والتزامهم التربويِّ والأخلاقيِّ حتى في بيوتهم، مع الاستفادة من مرافق الأكاديميَّة في الإجازات الأسبوعيَّة والصيفيَّة المسائيَّة والأنشطة المجتمعيَّة وما بعد أوقات الدوام، بأوقاتٍ متباينةٍ للذكور والإناث، مع خصومات خاصة في رسوم الاشتراك لطلاب المدرسة وأولياء أمورهم الكرام ممن اختاروا المدرسة منذ انطلاقتها.

ولا أنسى الإشارة لوجود نظامٍ إلكترونيٍّ مدرسيٍّ (أون لاين) للتسجيل والقبول وإعادة التسجيل، وشؤون الطلاب والموظفين، ويُغطِّي الجانب الأكاديميِّ كالخطة الدِّراسية الأسبوعيَّة والواجبات المدرسيَّة والدَّرجات وكلِّ صور التَّواصل الأكاديميِّ بين المعلِّم والطالب وولي الأمر، وذلك بحسابٍ خاصٍّ بالثلاثة (اسم مستخدم وكلمة مرور لكل واحدٍ منهم)، وهي إحدى مميزات المدرسة التي ستحقِّق الإضافة والتَّفرُّد لـ(النُّور) كونها المدرسة الوحيدة التي تستخدم هذا النِّظام المتميِّز حتى الآن في تركيا كلِّها، إلى غير ذلك مما نسعى لتقديمه إن شاء الله تعالى.

ونحن لا ندَّعي الكمال البشريَّ، لكننا نعاهد أولياء الأمور أننا سنكون معهم صادقين وأمناء وأوفياء، لا نقبل الخطأ المقصود ولا الإهمال المُتعمَّد، وسنبذل قصارى جهدنا بمهنيَّةٍ واحترافيةٍ لتكون (النور) خلال سنوات قليلة رقمًا صعبًا ونموذجًا مثاليًّا بين مدارس إسطنبول الدولية بهويتها التي تميزها: (علمٌ يرفع، وأدبٌ ينفع)، ولهذا نقول:

نحن لسنا كغيرنا، ولن يكون غيرُنا أفضل منا بإذن الله تعالى، ولنا بصمتُنا وهُويَّتنا التي ستميِّزنا، ومَن لم يلتحق بنا اليوم فإننا سنكون بانتظاره غدًا إن شاء الله تعالى، وسيكون تميُّزنا واقعًا ملموسًا وليس شعاراتٍ فضفاضةً أو جملًا تسويقيةً بحول الله وقوَّته.

وأخيرًا:

طلابُنا هم أبناؤنا، والأبناءُ فلذاتُ أكبادنا وأمانةٌ غاليةٌ، والغدُ سيكون أفضل من اليوم، وبعد الغد سيكون أفضل من الغد، والمستقبل أفضل من الحاضر، والحاضر أفضل مما قبله وهكذا دَوَاليك إن شاء الله تعالى، وتكفينا دعوات الصَّادقين والمُحبِّين كونها أمانةٌ كبيرةٌ وثقيلةٌ فيها كثيرٌ من الصعوبات والتحدِّيات التي نعرفُها وسنتعاطى معها بحرصٍ واجتهادٍ ومهنيَّةٍ، والأملُ والثِّقةُ بالله تعالى كبيرةٌ.

ونسأل الله تعالى لنا ولكم الأجر والعون والتَّوفيق والسَّداد.

والسَّلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أخوكم المُحبُّ: وضَّاح الشَّعبي

خادمُ (النُّور)، ورئيسُ مجلس الإدارة فيها

11إبريل 2021م

29 شعبان 1442 هـ

فتح المحادثة
هل تريد المساعدة ؟
أهلاً وسهلاً بكم
يمكنكم التواصل مع إدارة مدرسة النور الدولية مباشرة عن طريق الواتس
This site is registered on wpml.org as a development site.